"أهلاً وسهلاً يا قلبي".
بهذه العبارة الطيبة استقبلت الخالة عنود مؤدي الخدمة في مكتب كاريتاس سورية بالحسكة.
إنها واحدة من العائلات الوافدة من ديرالزور. كانت تعاني من وجود ورم سرطاني في الثدي، تم اكتشافه عام 2012 وبعد رحلة طويلة مع هذا المرض الخبيث ومعاناة العلاج الكيميائي والإشعاعي والدوائي غير المنتظم بسبب الامكانيات المادية الضعيفة للعائلة، زارت الخالة عنود مكتب كاريتاس سورية في الحسكة بعد أن علمت بالخدمات الطبية التي يقدمها للمرضى وسألت عن إمكانية تقديم المساعدة في متابعة العلاج واستكمال مرحلة التعافي.
"كاريتاس سورية، رفيق دربي في رحلة التعافي من المرض والمساعدة في تأمين الدواء الدائم لي ولزوجي، كونه مريض يعاني من قصور القلب والسكري الذي أثر على نظره مؤخراً."
تابعت الخالة عنود قائلة وقد اغرورقت عيناها بالدموع:
"في إحدى مراجعاتي العلاجية للطبيب المشرف عن طريق كاريتاس سورية، أخبرني بوجود ورم جديد في الثدي الأيمن، فعاد بي شريط الذكريات لرحلة معاناتي القاسية في السابق مع هذا المرض الخبيث."
واسترسلت في سردها لرحلة المعاناة قائلة:
"قبل موعد إجراء العملية كنت متوترة جداً خوفاً من تكرار تلك المعاناة المريرة مع هذا المرض اللعين ولأني لا أملك القدرة المادية للعلاج، لم أكن أعلم ماذا أفعل! فقررت أن أذهب إلى مكتب كاريتاس سورية لأسألهم عن إمكانية المساعدة في إجراء عملية استئصال وتشريح مرضي للخزعة، حسب طلب الطبيب."
مؤدو الخدمة في مكتب كاريتاس سورية بالحسكة وعدوها خيراً وطلبوا منها انتظار مكالمة هاتفية منهم بعد أربع وعشرين ساعة.
"فعلاً اتصلوا بي وأخبروني موافقتهم على إجراء العملية الجراحية لي."
تابعت الخالة عنود مبتسمة:
"كانت هذه المكالمة بمثابة نصف العلاج لي، فقد ارتحت من كثرة التفكير في كيفية تأمين قيمة العملية لأن حالتي النفسية كانت سيئة للغاية."
بعد عدة أيام أجرى الطبيب عملية استئصال الورم وأُرسل خزعة منه للتشريح المرضي وكانت فترة انتظار النتيجة صعبة جداً بالنسبة لها.
"لكن كانت فرحتي كبيرة عندما علمت أن الورم سليم! حينها شعرت أني ولدت من جديد."
أنهت الخالة عنود قصتها وقد رسمت ابتسامة كبيرة على محياها، معبرة عن فرحتها بتعافيها من المرض.
"لا أجد كلمات مناسبة لأعبر عن شكري وامتناني وثقتي بكاريتاس سورية."
جملتها الأخيرة جعلت مؤدي الخدمة في مكتب كاريتاس سورية بالحسكة يشعرون بفرح وارتياح كبيرين.