• نحن دائماً ندعو لكاريتاس

  • أشكر كاريتاس من كل قلبي

 

"منذ أكثر من تسع سنوات انفصل  عني زوجي دون طلاق."

بدأت سميرة دعدع حديثها، عند زيارتنا لمنزلها في قرية العبادة بالغوطة الشرقية. إنها أم لثلاث فتيات: رانيا في الرابعة عشرة من عمرها، في الصف الثامن الإعدادي، فلك في الثالثة عشرة، في الصف السابع الإعدادي ووردة في الثانية عشرة، في الصف السادس الإبتدائي.

" أعيش في بيت أهلي أنا وبناتي. لقد كنت قوية البنية، أعمل كمستخدمة في المدرسة وأطبخ. ولكن منذ عام تقريباً، لم أعد أستطيع العمل بسبب مرض في القلب وفقر الدم... ولكن الله لا ينسى أحداً."

خلال سنوات الحرب انتقلت سميرة وبناتها للعيش  في أكتر من مكان وفي عدة مراكز إيواء. فكلما احتدمت المعارك في منطقة، كانوا يتركون كل المساعدات التي حصلوا عليها ويرحلون. وكلما استقروا في مكان ما، كان الله يرسل لهم أهل الخير ليساعدوهم ببعض الفرش والبسط. وكانت سميرة تعمل بما يتسنى لها. فالمهم أن تعود لبناتها ولو بـ 500 ليرة.

"تعرفت على كاريتاس عندما أتوا إلى قرية "العبادة" حيث علمت أنهم سوف يوزعون حرامات ولحفاً. والحمدلله وألف الحمدلله أخذت لي ولبناتي. نحن ندعو لهم دائماً أن يجزيهم الله خيراً وأشكرهم من كل قلبي. فقد أتت هذه المساعدة في الوقت المناسب، في هذه الأيام الباردة."

فقد عادت سميرة وبناتها إلى قرية "العبادة" منذ عام تقريباً، حيث ساعدها أهل بلدها في ترميم البيت قليلاً وهم يعيشون الآن على المساعدات.

"إن الله لا يتركنا."

عائلة سميرة تحتاج إلى كل شيء: مؤونة، غذاء وثياباً.

"يا ليت كاريتاس توزع مساعدات جديدة. ولكن أكتر شيء تطلبه بناتي دائماً هو جهاز التلفزيون، ويقولون لي: لماذا كل الناس لديها جهاز تلفزيون إلا نحن؟ وأنا لا أستطيع شراءه، لأن هناك ما هو أهم الآن، ألا وهو الدفئ والغذاء."

سميرة تدعو إلى الله أن يرسل مواسم جيدة للمزارعين، كي يتمكنوا من مساعدتها، فقد وعدوها بتأمين مؤونة البرغل لها.

"الحمدلله أني عدت إلى بيتي. فبناتي مجتهدات وناجحات في دراستهن ويرغبن في تكميل دراستهن. وأطلب من الله تيسير أمور الجميع."